الاثنين، 2 أبريل 2018

مركز الاورام السرطانية-1 الحاجات التعليمية للأطفال حق مشروع

   قد نكون ممن حبانا الله بأنعمه اللامتناهية أو قد نكون ممن ابتلانا الله لحكمة يراها سبحانه فانشغلنا بها. إلا أننا في جميع تلك الأحوال نعيش معا تحت سماء واحدة. ولكل منا مسارات...

(نشر المقال في جريدة عمان بتاريخ 2 أبريل 2018. مع الاسف لم أجد وصلة المقال. أنشره هنا كما تم تسليمه الى الجريدة)


        قد نكون ممن حبانا الله بأنعمه اللامتناهية أو قد نكون ممن ابتلانا الله لحكمة يراها سبحانه فانشغلنا بها.  إلا أننا في جميع تلك الأحوال نعيش معا تحت سماء واحدة. ولكل منا مسارات تتقاطع احيانا وتتشابه أخرى.  وقد لا نعرف الكثير عن مساراتنا المختلفة وما قد يداهمنا، إلا اذا منحنا الله الفرصة أو وفقنا لنعيش –ونحن أصحاء- لدقائق أو لساعات معدودة في وسط من ابتلوا في هذه الحياة الدنيا بأمراضها المختلفة.

         بالامس القريب وفقت مع بعض الخيرين في زيارة الى مركز الأورام السرطانية بالمستشفى السلطاني- قسم الأطفال. فحمدت الله على أن هناك رعاية جيدة من قلوب محبة تشعر الأطفال المصابين بالحب الحنان. فمن عامل التنظيف الأجنبي الذي تعلق الاطفال به لأنه يحيطهم بابتسامته ويلعب معهم في أشد تلك الأوقات التي يحتاجون فيها إلى الشعور بانهم خارج تلك المعاناة.. إلى عامل التغذية الذي يحاول جاهدا أن يُشبع جوعهم البيولوجي في الوقت الذي يعانون فيه من جوع إجتماعي حاد في التواصل مع أقرانهم.. الى تلك الأيادي العطوفة من الممرضات والأطباء التي تمتد إليهم بحب وحنان، بينما هم معزولون عن عالمهم الطفولي الجميل وعن وسطهم و محيطهم الاجتماعي الرحب. لكن ماذا يمكننا نحن وقد نجانا الله من مثل ابتلاءاتهم أن نقدم لهم؟

 

        هؤلاء الأطفال لهم حاجات يستطيع عامل التغذية والنظافة أو الممرضات الرحيمات والأطباء المخلصون سدها و ذلك  بالمتيسر من العطاء الصادق، إلا أن هناك حاجات أخرى لا تستطيع تلك الأيادي العطوفة والقلوب الرحيمة ان تشبعها. فحاجاتهم الطبية متوفرة لكونهم ضمن منظومة صحية داخل الوطن الذي نرجو من الله أن لا يبخسهم حقهم.  لكن.. ماذا عن حاجاتهم التعليمية؟

 

        واحدة من التحديات التي لمسناها والتي تواجه المتصدين لأمورهم هي عدم قدرتهم على اتاحة المجال لجميع الأطفال على مواصلة تعليمهم. وهناك ممن تخلف عن ركب التعلم بسبب عدم توفر الامكانات لمواصلة الدراسة أو تقديم الاختبارات. ولعل عدم قدرتهم في تحقيق ذلك يعود إلى بعض القيود الادارية في وزارة التربية والتعليم والتي  تتطلب أن تتواصل مديرية التعليم التي تتبعهها المدرسة مع مديرية مسقط للتنسيق في توفير الكادر التعليمي الذي يشرف على تقديمهم للاختبارات. وهذا يضيف عبء على مديرية مسقط التي لا تتمكن أحيانا من توفير ذلك الكادر. والنتيجة ان الطالب يخسر سنه دراسية.

 

        إن تشكيل طاقم تعليمي للأطفال الذين يخضعون لعلاجات طويلة الأمد أو أولئك الذين يخضعون  للعلاج لفترات مختلفة أمر أساسي لا أظن ان وزارة التربية والتعليم ستتوانى عن ايجاد حل لهذه المسألة المتعلقة بتعليم أبنائها. وان تخصيص مجموعة من المعلمين سواء المتطوعين منهم أو غيرهم للتواصل مع الطلبة بشكل يومي لمساعدتهم حتى يتمكنوا من اكمال دراستهم لهو أمر في غاية الأهمية. وان زيارة واحدة  من معالي وزيرة التربية او سعادة وكيل الوزارة للأطفال داخل المستشفيات ستضعهم أمام عظم المسؤولية الملقاة عليهم تجاه اؤلئك الأطفال. فلا بد من أيجاد وسيلة مناسبة حتى لا تنحرم تلك الشريحة المحرومة من نعمة العافية من نعمة التعليم أيضا. إن توفير التعليم لؤلئك من أولى واجبات الوزارة التي اسند إليها قائد البلاد المفدى مهمة تعليم أبناء هذا الوطن، شأنهم في ذلك شأن الأطفال الأصحاء. وهو أيضا حق مشروع لاؤلئك الأطفال، فلابد أن تسعى الوزارة لاداء هذا الواجب وتوفير الامكانات الضرروية والاطلاع على وضع الاطفال في المستشفيات والإطمئنان الدائم على سير أمورهم التعليمية.

 

إننا دائما نردد: أطفالنا أكبادنا.. والكبد لا يمكن الاستغناء عنه او التقصير بحق سلامته. لهذا نأمل أن ينال أولئك الاطفال رعاية واهتماما خاصا من وزارة التربية و التعليم. وبحب وعطاء يوازي –على أقل تقدير - ما يقدمه جميع القائمين على علاج أطفالنا،  من مسؤول التنظيف والتغذية والممرضة.. لابد لنا من إعادة النظر!