السبت، 15 نوفمبر 2014

تـوَقُّـدْ...

إذا سُئلتَ يوما: لماذا تقرأ؟  فبماذا ستجيب؟ إذا كنت طالبا في المدرسة فهدفك من القراءة سوف يرتبط بعوامل عديدة. فالطالب يقرأ تارة لأن القراءة فرضت عليه لإنجاز واجب مدرسي أو لاجتياز امتحان بهدف....

http://ar.arabwomanmag.com/

إذا سُئلتَ يوما: لماذا تقرأ؟  فبماذا ستجيب؟ إذا كنت طالبا في المدرسة فهدفك من القراءة سوف يرتبط بعوامل عديدة. فالطالب يقرأ تارة لأن القراءة فرضت عليه لإنجاز واجب مدرسي أو لاجتياز امتحان بهدف النجاح والتفوق. وبهذا تقتصر القراءة في هذه الحالة على ما هو مفروض ومطلوب. وتارة أخرى يقرأ الطالب لأنه يرغب في قراءة الكتاب أو القصة تلبية لدافع ذاتي مرتبا أولوياته على أساس الرغبة وليس الواجب أو المفروض. و بهذا تتنوع الأهداف التي من أجلها نقرأ باختلاف أولوياتنا ورغباتنا وطموحاتنا. فحين تقرأ كتابا لكونك معلما أو مربيا فإنك تهدف من قراءتك الإسهام في خدمة مجتمعك، فقراءتك في هذه الحالة تكون من أجل الخدمة (service). لكنك حين تقرأ قصة أو كتابا في الشعر أو الأدب أو في إحدى مجالات العلوم التي تستمتع بها، فإنك تقرأ من أجل المتعة. لكنك تقرأ أحيانا من أجل أن تكسب علما أو ترفع جهلك عن موضوع ما أو تتعمق في فكرة ما، فالهدف من قراءتك في هذه الحالة ينحصر في التعلم. لكنك في كل تلك الأحوال لا تقرأ من أجل أن تتعلم القراءة كما هو الحال عند الأطفال، لأنك تعرف كيف تقرأ! لكن، لماذا يا تُرى يقرأ الآباء والأمهات لأطفالهم؟  ما هي أهدافهم من القراءة؟ فهل يقرؤون من أجل إمتاع أطفالهم أم أن الغرض من القراءة هو تعليم أطفالهم القراءة؟ هل يقرأ الآباء والأمهات لأطفالهم انطلاقا من إحساسهم بضرورة القراءة لهم أم بسبب رغبتهم في قضاء وقت نوعي معهم.. حيث يستمتعون فيه معا بقصة ذات أحداث وخيال تصقل حديثهم وتوسع مداركمهم وخيالهم وتزيد من وتيرة التفاعل بين الولد و أبيه أو أمه. تتفاوت الأهداف الوالدية من القراءة مع أطفالهم. فهناك من يقرأ مع طفله بما يسمــــــى (Shared book reading)  من أجل تحفيز دوافعهم عبر فكرة القصة أو إثارة رغبتهم للتعلم عبر تفاعلهم مع عقدة القصة أو بطلها. وهناك من يختار قصصا ذات طابع خيالي تتناسب مع عمر الطفل و تثير رغبته في القراءة و ذلك من أجل تعزيز قدرات الطفل القرائية، لأن الاستمرار في القراءة يلعب دورا حيويا في عملية تعزيز قدرات الطفل وإمكاناته، فلهذا يلجأ الوالدان إلى القصص. و بهذا تنمو إمكانات الصغير لينطلق فيما بعد ليقرأ لذاته. أما البعض الآخر من الوالدين فيجدون أن وقت القراءة هي من الأوقات التي يقضيها الطفل مع والده أو والدته بشكل انفرادي لأن من شأن ذلك تعميق الروابط و زيادة التفاعل فيما بينهما. لهذا تجدهما يحرصان على هذا الوقت المميز لتقوية الروابط بينهما. وأخيرا.. يقرأ بعض من الوالدين لأطفالهم قصصا مختارة تخلق لهما جوا من الانتعاش والمتعة حيث تغمرها ضحكات الصغير أو تساؤلات الصغيرة. و حيث أنه وقت مميز، فترى الصغار لا يشبعون من الاستماع. ولكننا نحن الكبار قد يصيبنا الملل رغم المتعة من الكم الهائل من الكتب التي اختيرت لنا من قبل الصغير. فنقلب الصفحات بشكل سريع خوفا من اصطياد هؤلاء الصغار لنا بغرائزهم المتوقدة ، متوسلين إلى القدر ان يساعدنا في الانتهاء من كمية الكتب التي فرضت علينا من قبل ابننا أو ابنتنا الصغيرة لنقرأها لهم.  فهل لكم تجارب في هذا المضمار؟و للحديث صلة..