السبت، 15 نوفمبر 2014

الغربة - 3

هل طفلك مستعد لدخول المدرسة؟ هل هو متلهف للذهاب الى رياض الاطفال؟ الرد على هذين السؤالين يأخذان عددا من المسارات. فمنا من يقول: نعم.. ان ابني أو ابنتي في شوق كبير ...

http://ar.arabwomanmag.com/

هل طفلك مستعد لدخول المدرسة؟ هل هو متلهف للذهاب الى رياض الاطفال؟ الرد على هذين السؤالين يأخذان عددا من المسارات. فمنا من يقول: نعم.. ان ابني أو ابنتي في شوق كبير للالتحاق سواء بالمدرسة أو رياض الاطفال. انهم بدؤوا يعدون و يجهزون ملابسهم لليوم الأول من المدرسة منذ فترة طويلة. و منهم من بدأ يحكي لأطفاله القصص و الحكايات محببا اليه المدرسة و مبينا له بأن أخاه و أخته سيكونان معه. فترى الطفل يفرح تارة و يتساءل أخرى ليتأكد من صحة ما تقوله الوالدة و ما يحكيه له الأب. و منهم من أعد عدته لقضاء وقت عند بوابة المدرسة منتظرا صغيرته التي أبت الذهاب الى المدرسة خوفا من المجهول (كما حدث مع بعضنا).. وظل الاب ينتظرها عند بوابة المدرسة حتى انتهاء الدوام المدرسي حتى اعتادت على المجهول بعد يوم أو اثنين. و منهم من يبكي و بلسانه الطفولي يقول: “لا تولوا أي لا تطولوا كما يقال باللغة الدارجة” يعني (لا تتأخروا في المجيء لأخذي من المدرسة) .. “لا تولوا”.

 هناك العديد من القصص و الحكايات التي تحكى عن انفعالات الاطفال و تخوفاتهم من المدرسة، في نفس الوقت الذي يحكي الاخرون عن فرح أبنائهم و شغفهم بالمدرسة و بين هذا و ذاك يقف الأب أو الأم  محاولين تفسير انفعالات ابنائهما و بناتهما الصغار.

توضح بعض من الدراسات أن استعداد الطفل قبل المرحلة الدراسية يثير عنده الرغبة في التعلم. فالأطفال الذين يشتركون مع أبائهم في القيام ببعض الأعمال و الأنشطة الفنية أو الاكاديمية أكثر رغبة في الذهاب الى المدرسة. كما أن أطفال الوالدين اللذين ادركا أهمية القراءة لأطفالهم منذ الصغر و مارسا قراءة القصص معهم كان له أثر كبير في تقبل اطفالهما للمدرسة و رغبتهم في الالتحاق بها. و قد نرى أن بعض الاطفال الذين لديهم أخوة أو أخوات أكبر سنا يكونون أكثر تلهفا للمدرسة بسبب البيئة التي من حولهم و التي تسمح لهم باكتشاف الكتاب و الكلمة. و بعضهم يبدؤون القراءة و الكتابه حتى قبل التحاقهم بالمدرسة.

لم أكمل معكم قصة الصغير الذي بكى قائلا: “لا تولوا”.. “لا تولوا”. . فهو لم يكن غريبا عن الكتاب و القراءة .. و إنما كان غريبا بين القوم و غريبا أيضا عن لغة  تخاطبهم. و هذه هي نفس المأساة التي يقع فيها أبناؤنا الذين يلتحقون بالمدرسة حينما لا يتاح لهم اكتشاف الكتاب من خلال القراءة لهم و معهم..  لان الوالدين أو الأهل لم يساعدوه على تخطي غربة الكتاب و القراءة!!! .. و للموضوع صلة.