السبت، 23 أبريل 2011

من نرشح؟

الحمدلله لقد اصبح لصوتي قيمة.." هذا ما يتبادر الى الأذهان ونحن نتلمس الواقع الحالي الذي أتاح لنا فرصة الانتخابات واختيار من يمثلنا في مجلس الشورى. وبزيادة صلاحيات أعضاء المجلس ...


 "الحمد لله لقد اصبح لصوتي قيمة.." هذا ما يتبادر الى الأذهان ونحن نتلمس الواقع الحالي الذي أتاح لنا فرصة الانتخابات واختيار من يمثلنا في مجلس الشورى. وبزيادة صلاحيات أعضاء المجلس فإنهم بهذا سوف يكونون أعضاء لهم من القدرة ما يجعلهم قادرين على احداث تغيير مؤثر في حياة من يمثلون. فبقدر ما أن صلاحياتهم تسمح لهم بالتأثير الايجابي الذي يغدق بخيره على من يمثلونه كذلك فإنهم سوف يكونون قادرين على تحديد هذا التأثير بحيث يشملهم كأفراد فقط. فالإنسان يظل انسانا لا يفكر إلا في مصلحته اولا، إلا من عصم ربي !
من هنا فالمنتخب يسأل: لمن أعطي صوتي؟ وكيف أعرف من هو الأولى بهذا الصوت؟ وكيف أضمن ان من أعطيته صوتي هدفه مصلحة الولاية والوطن وليس الذات؟
هذه التخوفات وليدة التجارب السابقة التي مررنا بها وسوف يمر بها كل فرد. فموضوع الانانية الذاتية ليس بالموضوع الجديد على النفس البشرية . فكل مجتمع وولاية وقبيلة مر عليها أفراد كان همهم الذاتي هو الذي يقودهم ويعلو لديهم عن هم المجتمع أو الولاية او الوطن. والتغيرات الاخيرة التي قام بها صاحب الجلالة حفظه الله لهي أكبر دليل على أننا كنا تحت وطأة هذه النوع من النفس الانسانية التي غمرتها الانانية. ومن الامور التي تسهم في تفشي داء الانانية هو انعدام المحاسبة. وحين تكون المحاسبة فعالة بين افراد الوطن وتكون ضمن قوانين وانظمة فسوف تقل نسبة العاملين من أجل ذواتهم فقط. فمن الملاحظ ان قلة نسبة هذه الفئة في بعض الدول غير عائد دائما الى نزاهة ذواتهم بل يرجع بشكل كبير الى الخوف من الحساب العام الذي يشكل رادعا لهم أكبر من خوفهم من تأنيب الضمير الانساني لديهم الذي غالبا من يكون في سبات لا يوقظه حجم التجاوزات بل بالعكس يعتاد عليها. هذه التجارب السلبية التي مررنا بها من قبل بعض الناخبين أثرت في قدرتنا على اتخاذ قرار سليم في عملية انتخاب الشخص المناسب. ولكن هل من العدالة أن ندين المنتخب فقط لأننا مررنا بتجارب سلبية من قبل بعض من الافراد لنعممها على الكل؟ ولكن.. هل لدينا المعيار أو الوسيلة -غير انقضاء السنوات الاربع- التي يمكن ان تثبت لنا بأن تصوراتنا وظنوننا ما هي الا تخوفات وأوهام؟
السؤال: ما هو الحل؟
هناك عدد من الحلول التي ينبغي النظر اليها بروية.
اولا: في علم تقييم البرامج هناك نوع من التقييم يسمى “التقييم المستمر” هذا النوع من التقييم أو المراجعة لا بد أن تكون مستمرة ومتواصلة طوال فترة وجود المنتخب على رأس عمله ولا تحصرها في مرحلة ما بعد الاعوام الاربع التي يقضيها بعد عملية الانتخاب. فكما أن الشخص المنتخب يقوم بعملية محاسبة الوزراء والوكلاء فهو أيضا بحاجة الى تقديم تقرير مستمر للجان يتم تكوينها ضمن الولاية لهذا الهدف بالدرجة الاولى كما انها في نفس الوقت تقوم بمساعدة الممثل ودعمه على الصمود والاستمرار بشكل فاعل في أداء دوره.
ثانيا: ان هؤلاء الافراد الذين سوف يتم انتخابهم هم أفراد ضمن دوائر اجتماعية صغيرة معروفة من قبل الناخبين. وهذه الدوائر الاجتماعية لها علاقات وأواصر مع غيرهم من أفراد الدوائر الاجتماعية الاخرى بحيث يمكن للمجتمع الاكبر تقييمها ومعرفة مدى انسجامها وتكاتف افرادها ضمن الدائرة الاوسع التي تشمل جميع المكونات الاجتماعية للولاية. والفرد في المجتمع لا يكون الا جزءا من بيئته الاجتماعية التي نشأ بين أفرادها وترعرع بينهم وينتمي اليهم فهو وعلى الغالب قد تطبع بدرجة ما بطباعهم. ولهذا يقال: "عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ..." وذلك بما للقرين والرفيق من تأثير عليه. فلهذا معرفة محيط المرشح وانتماءاته وعلاقاته لها أثر كبير في معرفة الاتجاه الذي من المحتمل ان يسلكه ذلك المترشح.
ثالثا: بناء على قانون الانتخابات لمجلس الشورى فإن المترشح ينبغي الا يقل عمره عن 30 عاما . فتاريخ الفرد ليس وليد الساعة وانما هو وليد مجموع الاحداث والمواقف التي قام بها وأثر وتأثر منها. وأيضا من خلال سيرته الذاتية غير المكتوبة عادة نستطيع تقييم مدى تفاعله واندماجه بالمجتمع ومشاركته هموم الاخرين والسعي لقضاء حوائجهم.
أخيرا: المترشح الجاد لا بد ان تكون لديه خطة واضحة وجادة تلبي متطلبات واحتياجات الولاية. ومن الضروري ان نميز بأن الخطة لم توضع من أجل الاستهلاك الاعلامي وارضاء للمنتخبين وإنما هي خطة قابلة للتطبيق. وايضا من باب الموضوعية عدم مطالبة المترشح بأكثر من قدرته. فهو يبقى فردا لديه امكانيات محدودة من حيث قدراته المالية أو الادارية. فحين يترشح الواحد لرئاسة دولة فهو على علم بامكانيات الدولة المالية لكن المترشح لمجلس الشورى لديه امكانات وقدرات محدودة بذاته وما يستطيع فعله هو العمل مع الآخرين ان اقتنعوا بمسعاه في تنفيذ خطته. فهل اجبت عن السؤال: من نرشح؟