الأربعاء، 11 يناير 2012

حوار مع جريدة عمان



د. فاطمة أنور: نفتقد المنهجية ومواكبة الجديد واستمرارية الكتابة

 تُقدم الباحثة والكاتبة والمتخصصة في مجال الطفولة وأدبها الدكتورة فاطمة بنت أنور اللواتية دورة للراغبين في تعلم كيفية الكتابة للأطفال

نريد أن تكون ثمرة عام 2012 مؤسسة تُعْنَى بالطفل -
كتبت - هدى حمد:-- تُقدم الباحثة والكاتبة والمتخصصة في مجال الطفولة وأدبها الدكتورة فاطمة بنت أنور اللواتية دورة للراغبين في تعلم كيفية الكتابة للأطفال، وذلك في فندق راديسون ساس في الفترة من 23 إلى 24 من الشهر الجاري، ومن الرابعة والنصف وحتى الثامنة مساء، فعلى الراغبين بالانضمام إلى هذه الدورة أن يقوموا بالتسجيل أولا. وتقول فاطمة أنور اللواتية: (إن الدورة موجهة للكبار الراغبين بالكتابة للصغار من رجال ونساء، وفتية وفتيات، لمن يحملون خيال الطفولة، وفضولها، إذ أنه من الممكن أن تحلق في الإبداع من خلال كتابة القصص للأطفال، عبر محاولة تطلع إلى الإبحار في دواخلهم، لفهم ما يحبونه من عالم القصص، وعبر التعمق في عقولهم الصغيرة، لنتمكن من إيصال الرسالة بأساليب بسيطة تمد الفكرة بعنفوانها والقصة بتفاصيلها).
أهداف وبرنامج
وعن أهداف الدورة تحدثنا د. فاطمة بنت أنورقائلة: (تهدف الدورة إلى مساعدة المشاركين على تحقيق عدّة أهداف منها: القدرة على كتابة قصص للأطفال وفق أسس سليمة، فهم عالم وخصائص الطفل واختيارات أولياء الأمور، والقدرة على بناء شخصيات القصة بأسلوب مقنع ومنطقي، والقدرة على بناء متكامل للقصة، وكيفية تقسيم القصة والتكامل بين عناصرها).
تستمر الدورة لمدة يومين، يناقش اليوم الأول الآتي: قبل أن تبدأ بكتابة قصتك، فهم عالم وخصائص الأطفال من عمر 2: 8 أعوام، أولياء الأمور والكبار ومعاييرهم في اختيار الكتب للأطفال، وبناء هيكل القصة، إيجاد شخصيات مقنعة للقصة، خمسة أمور لا بد أن تعرفها عن شخصيات قصتك.
بينما يتناول اليوم الثاني: التعمق في قصتك، وكتابة السطر الأول من قصتك، والأحداث الثلاثة المهمة في بناء القصة، تقسيم القصة، تماسك القصة، نهاية القصة، تكامل أحداث القصة، اختبار عناصر مخطوطة القصة.
خيال الطفل
طرحنا على د. فاطمة بنت أنور عدّة أسئلة منها: لماذا هذه المبادرة في هذا التوقيت الذي نحتفل فيه بالطفل العماني؟ فأجابت: (نعم إننا في هذا العام نحتفل بالطفل العماني، وحيث إن احتفالنا بهذا الطفل لا يمكن أن يكون بمعزل عن إدراكنا بـأن للطفل احتياجات مختلفة. ومن ضمن هذه الاحتياجات هو ضرورة الاهتمام بخيال الطفل ومحاولة إثرائه بأساليب تتناسب مع خصائصه العمرية.
ونحن ندرك ما لهذا الخيال من أهمية في جميع مجالات حياتنا، ولولاه لما تطور العلم وحدثت الاكتشافات.
لهذا كانت هذه المبادرة التي نأمل أن تكون مبادرة جيدة لنستهل بها هذا العام، وذلك بدفع المهتمين بأدب الأطفال حتى يقدموا أدبا متميزا في مجال كتابة قصص الأطفال.
التجانس مع التطور مفقود
ثم طرحنا سؤالنا الآخر عمّا ينقص كُتاب الطفل في عُمان.. وقبل ذلك.. هل نستطيع أن نقول إن لدينا أدب طفل في عمان أصلا؟ فأجابت، (في الحقيقة لا نستطيع القول إنه ليس لدينا أدب للأطفال في عمان، فأنا أؤمن تماماً بأن أي حضارة أو شعب كان مبادرا لصياغة قصص تثري حياة الطفل، ومن خلال ذاك يتعلم المفاهيم والقيم ويتقمص أدوار الأبطال الذين يكونون جزءا من تلك الحضارة و قيمها.
كما أن خيال الإنسان وخصوبته يعتبران عاملين مهمين لتطور الأدب بشكل عام). وتتابع اللواتية قائلة: (لكن قد يكون السؤال هو هل أن أدب الطفل في عمان مطروح بشكل منهجي ومتجانس مع التطور الحضاري؟ فهنا نستطيع القول إننا نفتقد إلى المنهجية ومواكبة الجديد في هذا المجال من ناحية، والاستمرارية في طرح قصص الأطفال من ناحية ثانية. لهذا آمل بأن تسهم هذه الدورة بشكل ما في إيجاد مجموعة تتبنى أدب الطفل وتسعى لتطويره).
مؤسسة الطفل غائبة
وعن الاحتياجات الضرورية التي ينبغي أن تُلبى للطفل، قالت فاطمة بنت أنور:
(طبعا هناك الكثير مما يجب تقديمه للطفل، لكننا نفتقد إلى المؤسسة التي من المفترض أن تتناول احتياجات الطفل بشكل متكامل، فالمواطن الشاعر بضرورة الاهتمام بالطفل يحاول أن يُقدم شيئا ما من خلال جهده وإمكانياته المتواضعة، فتارة تكون تلك الجهود مثمرة ومتناغمة مع احتياجات الأطفال وتارة أخرى تكون - ومع الأسف- غير قائمة على أسس سليمة.. لهذا فإن وجود مؤسسة تُعْنَى بالطفل والطفولة وتضم مختصين في هذا المجال أصبح من الضروريات التي نأمل أن تكون ثمرة هذا العام.
إن معضلة عدم وجود مؤسسة فاعلة في هذا المجال يؤثر على جميع اللجان والمؤسسات العاملة في شؤون الطفل.
فعلى سبيل المثال حضرت مؤخرا فعالية ووجدت برغم الديباجة والهالة الكبيرة التي طرحت حول موضوع يخص الطفل أن هناك الكثير من النقوصات التي افتقرت إليه تلك الفعالية.
فواحدة من الأخطاء التي نقع فيها هو أننا في مجال الأطفال أو حتى في تعليم الكبار نبخس حق كفاءاتنا الوطنية وذلك بالاستعانة بكفاءات من خارج الوطن.
فمثلا حين تُقدم قصة للطفل وتقول له إن تلك القصة لكاتب عماني فأنت ترسل له رسالة واضحة بأنه من الممكن أن يكون مثل هذا الكاتب في المستقبل.
لكن حينما تستبعد أبناء وطنك وتقدم لهذا الطفل سواء ذي الأعوام الأربعة أو الخمسة أو العشرة عملا لغير العماني، فأنت لا تساعده على أن يرى ذاته في موضع ذلك الكاتب. فمن الطبيعي أن نستفيد ونتبادل الخبرات مع الآخرين لكن من الواجب أن ندعم كفاءاتنا.
وهذا ما ورد في خطاب صاحب الجلالة في مجلس الوزراء حيث أكد جلالته - حفظه الله - على ضرورة تنمية الكوادر الوطنية وتدريبها. لهذا أتمنى أن تلقى هذه الدورة الدعم الملائم والقوي من قبل المعنيين بالطفل العماني.