الاثنين، 10 فبراير 2014

المقبلون على الزواج بين النجوم والنيازك

هناك فجوة بين ما ننادي به وبين ما نمارسه وهذا حال الكثير منا مع اختلاف الدرجات. فالقليل منا من تتطابق ممارسته مع نظرياته  وادعاءاته...

 http://main.omandaily.om/?p=74805
هناك فجوة بين ما ننادي به وبين ما نمارسه وهذا حال الكثير منا مع اختلاف الدرجات. فالقليل منا من تتطابق ممارسته مع نظرياته وادعاءاته، إلا أن هناك بعض الممارسات لا تتطلب جهدا كبيرا لتتلاءم أو تتطابق مع النظريات؛ لأن عملية تطابقهما لا تكلف جهداً كبيراً، كما أنها توجد صورة إيجابية للمُطَبِّق يحقق من خلالها مكسباً اجتماعياً كبيراً. هذا المكسب الاجتماعي يتفوق على المكسب المادي بما يقدمه من وجاهة واحترام وأدعية خيرة يتردد صداها بين الناس. إلا أن هذه المعادلة قلما تُستوعَب إلا ممن هم تجار حقيقون خبروا التجارة بمكاسبها الأصيلة وليس فقط بمعادنها الصدئة. فاستوعبوا أصل التجارة ومكنوناتها كما هو حال الكثير من الاسماء المعاصرة واللامعة في العالم الغربي التي استطاعت أن تغزو فطرة الناس بخبرتهم في المكاسب الأصيلة في عالم التجارة. وحينما أقول العالم الغربي؛ لأننا نسمع عن أشخاصٍ مثل (بيل جيت) الذي تفرغ مع صاحبه المليونير الآخر للعمل الخيري الاجتماعي. لكن (ومع الأسف الشديد) الكثير من تجارنا ورجال الأعمال لم يخبروا سر المعادن فاشتبه عليهم الامر، فلم يدركوا أن المعادن ليست جميعها ألماسا يلمع، وإنما بعضها حديدٌ يصدأ.
وهذه الخبرة المتعثرة كانت السبب في أن البنية الاجتماعية تأثرت بما جلبته أيدي التجار الذين كانت لهم ممارستهم في كل مجال. لكن رغم ذلك هناك نجوم لمعت في مد جسور التكافل والتآزر الاجتماعي بين فئة الشباب. من هذه النجوم مشاريع صناديق الزواج التي تُظهر التكافل الاجتماعي بحلة جميلة، لتيسير مشقة تكاليف الزواج على الشباب. وهناك مثال لامع آخر و هو قاعة مسجد العريمي التي تحتضن الكثير من الزيجات من غير مقابل مالي. لكن في الوقت ذاته، فإن نيازك ظهرت في الجهة المقابلة لتثير أغبرة في سموات الإخاء واحتكرت لها نصيباً مادياً في كل شاردة وواردة.

هناك تجارة غير محددة التوجهات تحصد الكثير من الأموال من الشباب المقبلين على الزواج و ذلك من خلال تأجير القاعات وملحقاتها كمسارح الأعراس و التصوير وتنظيم العشاءات وغيرها. هذه القائمة الطويلة من متطبات العرس تشكل عبئاً كبيراً خصوصاً لفئة الشباب متوسطي الدخل. إلا أن العبء الأكبر يتمركز في إيجار القاعات بسبب قلة عددها و بالتالي انعدام المنافسة بينها. وهذا مما أوجد أمام الشباب عند توفير قاعة تستوعب (معازيمهم) هاجساً لا حل له سوى دفع الكثير من الأموال الباهظة لأولئك التجار. والسؤال الذي يثار: هل تستحق تلك القاعات كل تلك الإيجارات المبالغ فيها لسويعات معدودة؟ أليس هناك رقابة تحد من هذا الارتفاع الكبير في ايجارات القاعات؟ ولماذا لا تتم إقامة قاعات لأعراس النساء شبيهة بتلك الملحقة بالمساجد التي يستخدمها الشباب في أعراسهم؟ من هي الجهة أو الجهات المسؤولة التي من الممكن أن تحد من جشع التجار الذين يتقاضون أموالا باهظة رغم أن بعض القاعات دون مستوى ما يتقاضونه من إيجار؟

 يُقال التاجر فاجر ما لم يتفقه. فهل هناك رأي في إجبار التجار على التفقه في الدين علنا نحمي مجتمعاتنا من الاستغلال والجشع؟ أنا لا أفهم في التجارة وأساليب حساب الربح والخسائر، إلا إنني أفهم أن استغلال حاجة الشباب في أي مجال كان تجارة حقيرة، وعدم وجود ضوابط تحدها سوف تؤدي الى ازدياد الفجوات الاجتماعية. فمن باب حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فلا بد من أن.. يُعادَ النظر!