الثلاثاء، 2 مايو 2006

في مهب التخيلات

كانت المرأة العربية المسلمة ولا تزال من وجهة النظر الغربية امرأة (مهما تعلمت وحملت من شهادات) مهضومة الحقوق، ولا يمكن للفرد الغربي أن يضعها في غير ذلك ...



كانت المرأة العربية المسلمة ولا تزال من وجهة النظر الغربية امرأة (مهما تعلمت وحملت من شهادات) مهضومة الحقوق، ولا يمكن للفرد الغربي أن يضعها في غير ذلك الإطار. هذه النظرة الدونية للمرأة المسلمة سيطرت على وسائل الإعلام الغربية كالتلفاز والسينما والصحافة وتجلت حتى في الكتب الجامعية التي من المفترض أن تكون كتبا يعتمد عليها. يظن البعض أن هذه النظرة الأحادية الجانب هي بسبب بعض المظاهر الواضحة في هيئة المرأة المسلمة والتي يصعب على الكثيرين من الغربيين أن يدركوا ماهيتها أو خلفياتها الثقافية والاجتماعية. فالمرأة العربية بشكل عام والمسلمة بشكل خاص يتوجب عليها أن تظهر بصورة متحضرة في ملابسها وغطاء رأسها. وكلمة “متحضرة” في حالة إطلاقها على لباس المرأة كلمة وليدة القاموس الغربي “Modest” تطلق على المرأة ذات اللباس المحترم. أما تحديد اللباس المحترم فيعتمد بدرجة كبيرة على المفهوم المقر من وجهة النظر الغربية والذي قد لا يشمل لباس المرأة المسلمة. لهذا فقد يكون لباس المرأة المسلمة قد ساهم بشكل ما في نشوء هذا التفكير الغربي عن المرأة العربية على انها تأتي في مرتبة ادنى من مرتبة الرجل وليس لها أية حقوق. إلا أن أساس وجهة النظر الغربية للمرأة المسلمة والعربية باعتقادي قد تكون من أثر تداعيات أقوى من ذلك. تداعيات متأصلة في تاريخ المرأة الغربية ذاتها.

لقد عانت المرأة الغربية الأمرين في مسيرتها الباحثة عن التحرير. وحسب ما يذكر أحد الكتاب فإن المرأة المسلمة أعطيت لها حقوقها في كثير من المجتمعات المسلمة بسلام وبدعم من التعاليم الإسلامية. أما المرأة الغربية فكان لا بد لها من أن تحارب وتكافح من أجل أن تحصل على حقوقها. وحتى وقتنا الحاضر فإنها تعامل بشكل يختلف عن معاملة الرجل في الحقوق والواجبات. فهي بعد أن تتزوج لا بد لها من كما ذكرت لي أحداهن أن تتنازل عن ماضيها واسمها واسم اسرتها بكل ما يحمله ذلك الاسم من نجاحات لتقلد زوجها هذا النجاح عن طريق تغيير اسمها لكي يقترن مع اسم عائلة زوجها. وبرغم أن الأنظمة القانونية قد لانت في الفترة الأخيرة إلا أن الأنظمة الاجتماعية ما زالت تشكل عليها ضغطا في هذا المضمار. الأمر الآخر هو أن المرأة الغربية المكافحة من أجل المشاركة في تطوير حضارتها وبلدها لم يكن حالها مثل حال نظيرها الرجل، فهما لا يتقاسمان فرحة النجاح 
والانتصار بنفس الدرجة.



فالمرأة في القوانين الغربية أو في بعض منها (من أجل الدقة) وإن كانت تساوي الرجل في إمكاناته ودرجته العلمية إلا أنها لا يمكن أن تساويه في الدرجة المالية.  
هذه بعض الأمثلة للمرأة الغربية التي عانت وكافحت وضحت بالكثير من أجل أن تحقق المساواة مع الرجل واستطاعت أن تحصل على بعض من حقوقها بعد كفاح طويل. فكيف يمكن لهذه المرأة أن تتخيل امرأة أخرى في شرق العالم أو في العالم الذي يسمى “بالعالم الثالث” تتمتع بحقوق مكفولة من قبل الدين وهي أسمى درجة مما تتمتع بها هي؟ من هنا فإن هذه المرأة الغربية بشكل خاص والحضارة الغربية بشكل عام لا يمكن لهما ان يتصورا المرأة العربية المسلمة وقد تمكنت من تحقيق ذاتها والحصول على حقوقها سواء الاجتماعية أو القانونية أو غيرها من غير أن تبذل معشار ما بذلته نظيرتها الغربية من جهد.
عدم القدرة على إدراك هذه الحقيقة قد يكون من العوامل 
التي تسهم بشكل أو آخر في أن يطرح الغربيون دوما على النساء المسلمات والعربيات هذا السؤال:
هل يسمحون لكنّ بالدراسة؟ هل يمكنكنّ أن تتملكن الاشياء؟ هل.. وهل.. وهل؟