الجامعة صرح حضاري بمعنى أن الحضارة تحتضن كل المعاني السامية من الوجود الإنساني لتستطيع بالتالي زرع تلك المعاني في الأجيال القادمة. من هنا تكمن أهمية هذا الصرح الحضاري ...
http://alroya.info/ar/alroya-newspaper/internal/16689-----1
الجامعة صرح حضاري بمعنى أن الحضارة تحتضن كل المعاني السامية من الوجود الإنساني لتستطيع بالتالي زرع تلك المعاني في الأجيال القادمة. من هنا تكمن أهمية هذا الصرح الحضاري الذي من خلاله نستطيع ترسيخ قيمنا وثقافتنا ليس بالكلام والقول وإنما من خلال الفعل البناء والنموذج الطيب للأستاذ العماني. فالطالب العماني والطالبة العمانية سوف يستلهمان من نموذج الأستاذ المحب لوطنه قدوة لهما في العلم والعمل. لكن ومع الأسف الشديد فإن هذا البعد من التفكير في مستقبل الوطن لا يخطر على بال ممن هم في موقع المسؤولية داخل الجامعة.
خلافا لكل الأنظمة العالمية، فهناك مكيالان تكال بهما الأمور في جامعة السلطان قابوس عند عملية تعيين الأساتذة. المكيال الأول للوافدين والأجانب والعمانيين ذوي النفوذ والعلاقات والمكيال الآخر لأصحاب "لا حول ولا قوة إلا بالله" من العمانيين. المكيال الأول يقضي بتعيين كل شخص أجنبي ووافد تحتاج إليه إحدى كليات الجامعة غاضين البصر عن أية شروط . فالأستاذ الوافد لا يحتاج إلى أن يرفق سجل درجاته أو مصدر شهادته أو معرفته باللغة الانجليزية بسيرته الذاتية، فهو في كل الأحوال شخص كفء ما دام أستاذا غير عماني (مع حالة مستثناة لأصحاب النفوذ). والحجة إنه يتعين على أساس عقد مؤقت مدته سنتين، ولكن السنتين تصبحان أربعة وعشرة ويجدد عقده كل سنتين إلى ما لا نهاية حتى يتجنس بعضهم فيصبح عمانيا بامتياز. أما إذا كان أبيض البشرة فإن دمه الأبيض يؤهله بأن يدرس حتى من غير شهادة الدكتوراه بينما يتوافر مقابله كفاءة عمانية تحمل شهادة الدكتوراه من نفس بلاد صاحب الجلد الأبيض كما حدث في بعض الكليات التربوية. أما العماني الذي لا حول له ولا قوة فلا بد أن يقدم سيرته الذاتية مشفوعا بدرجاته الجامعية بجميع مراحلها (بكالوريوس، ماجستير، ودكتوراه) بالكامل فإذا كان من أولئك الذين لأي سبب كانوا من أصحاب معدل بكالوريوس اقل من 3 حسب حساباتهم فهو مستبعد بأي حال ... حتى وان كانت معدلاته في الماجستير والدكتوراه أكثر من 3.5 . وأن حالفه الحظ في المعدل فهناك معايير طويلة وعريضة لا بد له من أن يجتازها حتى يستطيع أن يكون ضمن أساتذة الجامعة. هذا التشديد المتطرف على العمانيين يواجه بتسهيل شديد أمام غيرهم في عملية التعيين.. يا ترى لماذا ؟ هل يرغب المسؤولون ان يقولوا لنا أننا لسنا بأكفاء وان العماني غير الخريج من جامعة السلطان قابوس بمعدل امتياز إنسان قاصر وغير متمكن؟ أم أن هناك الكثير خلف الأكمة مما يخدم أهداف هؤلاء المسؤولين الذين سمحوا بقوانين مثل هذه ان تسود كل تلك السنوات؟ وأي اقتراح (في أقل تقدير) ان يعامل العماني مثل الوافد بعقد لمدة سنتين فلا يجابه الا بالصمت وهذه هي عادة كل المسؤولين الذين ينأون بأنفسهم عن الرد حتى برسالة اعتذار.
في حديث مع احد المسؤولين قال لي : إن احد الوافدين ممن هم أو كانوا في موقع القيادة، اخبره بأن هذه القوانين سنت من قبلهم لاستبعاد العمانيين.. ولكن هؤلاء المسؤولين ومع الأسف الشديد لم يحركوا ساكنا. فالأمر لا يعنيهم ما دامت الأمور التي تحت الأكمه على ما يرام !
لقد أخبرني احد الاساتذة الوافدين عن تجربته في إحدى الدول الخليجية بعد أن أنهيت خدماته ثم تم تعيينه في جامعة السلطان قابوس قائلا: "إنه بمجرد ما يحمل احد من مواطني تلك الدولة شهادة دكتوراه في تخصص ما فان ذلك يعني ان الأستاذ الوافد سوف يتم الاستغناء عنه..
أتسأل: فأنى لنا نحن من هذه المواطنة؟ ألم يحن الوقت للنظر في تلك القرارات الظالمة.. أوليس العماني أولى من غيره؟ أليس هناك من مجيب؟ ها نحن ننتظر...
الجامعة صرح حضاري بمعنى أن الحضارة تحتضن كل المعاني السامية من الوجود الإنساني لتستطيع بالتالي زرع تلك المعاني في الأجيال القادمة. من هنا تكمن أهمية هذا الصرح الحضاري الذي من خلاله نستطيع ترسيخ قيمنا وثقافتنا ليس بالكلام والقول وإنما من خلال الفعل البناء والنموذج الطيب للأستاذ العماني. فالطالب العماني والطالبة العمانية سوف يستلهمان من نموذج الأستاذ المحب لوطنه قدوة لهما في العلم والعمل. لكن ومع الأسف الشديد فإن هذا البعد من التفكير في مستقبل الوطن لا يخطر على بال ممن هم في موقع المسؤولية داخل الجامعة.
خلافا لكل الأنظمة العالمية، فهناك مكيالان تكال بهما الأمور في جامعة السلطان قابوس عند عملية تعيين الأساتذة. المكيال الأول للوافدين والأجانب والعمانيين ذوي النفوذ والعلاقات والمكيال الآخر لأصحاب "لا حول ولا قوة إلا بالله" من العمانيين. المكيال الأول يقضي بتعيين كل شخص أجنبي ووافد تحتاج إليه إحدى كليات الجامعة غاضين البصر عن أية شروط . فالأستاذ الوافد لا يحتاج إلى أن يرفق سجل درجاته أو مصدر شهادته أو معرفته باللغة الانجليزية بسيرته الذاتية، فهو في كل الأحوال شخص كفء ما دام أستاذا غير عماني (مع حالة مستثناة لأصحاب النفوذ). والحجة إنه يتعين على أساس عقد مؤقت مدته سنتين، ولكن السنتين تصبحان أربعة وعشرة ويجدد عقده كل سنتين إلى ما لا نهاية حتى يتجنس بعضهم فيصبح عمانيا بامتياز. أما إذا كان أبيض البشرة فإن دمه الأبيض يؤهله بأن يدرس حتى من غير شهادة الدكتوراه بينما يتوافر مقابله كفاءة عمانية تحمل شهادة الدكتوراه من نفس بلاد صاحب الجلد الأبيض كما حدث في بعض الكليات التربوية. أما العماني الذي لا حول له ولا قوة فلا بد أن يقدم سيرته الذاتية مشفوعا بدرجاته الجامعية بجميع مراحلها (بكالوريوس، ماجستير، ودكتوراه) بالكامل فإذا كان من أولئك الذين لأي سبب كانوا من أصحاب معدل بكالوريوس اقل من 3 حسب حساباتهم فهو مستبعد بأي حال ... حتى وان كانت معدلاته في الماجستير والدكتوراه أكثر من 3.5 . وأن حالفه الحظ في المعدل فهناك معايير طويلة وعريضة لا بد له من أن يجتازها حتى يستطيع أن يكون ضمن أساتذة الجامعة. هذا التشديد المتطرف على العمانيين يواجه بتسهيل شديد أمام غيرهم في عملية التعيين.. يا ترى لماذا ؟ هل يرغب المسؤولون ان يقولوا لنا أننا لسنا بأكفاء وان العماني غير الخريج من جامعة السلطان قابوس بمعدل امتياز إنسان قاصر وغير متمكن؟ أم أن هناك الكثير خلف الأكمة مما يخدم أهداف هؤلاء المسؤولين الذين سمحوا بقوانين مثل هذه ان تسود كل تلك السنوات؟ وأي اقتراح (في أقل تقدير) ان يعامل العماني مثل الوافد بعقد لمدة سنتين فلا يجابه الا بالصمت وهذه هي عادة كل المسؤولين الذين ينأون بأنفسهم عن الرد حتى برسالة اعتذار.
في حديث مع احد المسؤولين قال لي : إن احد الوافدين ممن هم أو كانوا في موقع القيادة، اخبره بأن هذه القوانين سنت من قبلهم لاستبعاد العمانيين.. ولكن هؤلاء المسؤولين ومع الأسف الشديد لم يحركوا ساكنا. فالأمر لا يعنيهم ما دامت الأمور التي تحت الأكمه على ما يرام !
لقد أخبرني احد الاساتذة الوافدين عن تجربته في إحدى الدول الخليجية بعد أن أنهيت خدماته ثم تم تعيينه في جامعة السلطان قابوس قائلا: "إنه بمجرد ما يحمل احد من مواطني تلك الدولة شهادة دكتوراه في تخصص ما فان ذلك يعني ان الأستاذ الوافد سوف يتم الاستغناء عنه..
أتسأل: فأنى لنا نحن من هذه المواطنة؟ ألم يحن الوقت للنظر في تلك القرارات الظالمة.. أوليس العماني أولى من غيره؟ أليس هناك من مجيب؟ ها نحن ننتظر...